قصيدة النثر العربية والوقوف على " قشرة الموز " - بحث في إشكالية التعريف والسمات والشكل والتمايز

kamel farhan saleh (كامل فرحان صالح) - مجلة الحداثة

كامل فرحان صالح * 


- نبذة عن البحث:


لم يستقر الرأي النقدي العربي على تعريف نهائي لقصيدة النثر؛ سماتها وخصائصها وشكلها، ولا يزال المرء يشهد ظهور دراسات وأبحاث ومقالات تسعى إلى وضع حدود وأسس وسمات لهذه القصيدة. وبات من الواضح أن القول إن تعريف هذه القصيدة، قد اكتمل، هو قول غير دقيق. وتقرّ الناقدة الفرنسية سوزان برنار (Suzanne Bernard/ 1932 – 2007) بهذه الصعوبة، في كتابها "قصيدة النّثر: من بودلير إلى أيامنا"[i] الذي يعدّ مرجعًا أساسيًّا لهذه القصيدة عالميًّا وعربيًّا، عندما تؤكد أن "قصيدة النّثر تحيّرنا بتعدد أشكالها"،[ii] موضحة أن قصيدة النّثر ولدت "من تمرد على الاستعبادات الشّكلية التي تحول دون أن يخلق الشاعر لنفسه لغة فردية، والتي تضطره إلى أن يصبّ مادة جمله اللدنة في قوالب جاهزة".[iii]
وإذ يعتمد البحث مصطلح: "قصيدة النّثر" الذي أطلقه الشاعر السوري - اللبناني أدونيس كمرادف للتسمية الفرنسية "Poème en prose"،[iv] فإنه لن يتطرق إلى النقاش الذي واكب هذه الترجمة، ومدى دقتها،[v] ويكتفي بالسعي إلى معالجة إشكالية تعريف قصيدة النثر العربية وحدودها، عبر البحث في سمات هذه القصيدة وشكلها وتمايزها عن قصيدة التفعيلة، مع تقديم نماذج شعرية مختارة.

***

* أستاذ دكتور في الجامعة اللبنانية - kamel farhan saleh

[i]- سوزان برنار: ناقدة فرنسية، تعدّ رائدة صياغة مصطلح "قصيدة النّثر"، وتسويغه في الأدب الحديث. أعدت برنار في العام 1958 أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الآداب، تحت عنوان: قصيدة النّثر: من بودلير إلى أيامنا" (Le Poème en prose, de Baudelaire Jusqu'à nos jours) في جامعة باريس، وبلغ عدد صفحاتها عندما نشرت الأطروحة في فرنسا في كتاب، نحو 814 صفحة، موزعة على ثلاثة فصول مع مقدمة تاريخية عن قصيدة النّثر ما قبل بودلير. تُرجمت أقسام من كتاب برنار إلى العربية أكثر من مرة، وتأثر بها بدايةً، كل من أنسي الحاج، وأدونيس، كما احتفلت "مجلة شعر" البيروتية بأطروحة برنار في وقتها، ونشرت بعض أجزاء منها على صفحاتها، ثم ما لبثت أن انتشرت كتابة "قصيدة النّثر" العربية.
ويبدو أن محاولة اكتناه ماهية "قصيدة النّثر" كانت مع مقدمة شارل بودليرCharles Baudelaire) / 1821- 1867) لديوانه "سأم باريس" (Le Spleen de Paris) في العام 1869 (صدر بعد وفاته)، فعلى الرغم من أن تلك المقدمة لم تكن أكثر من رسالة من الشاعر إلى صديقه، إلا أنه ثمة شبه إجماع على أن بودلير هو من وضع الأسس لكتابة "قصيدة النّثر" في اللغة الفرنسية، واعيًا بأنه يكتب عبر وسيط جديد، وجماليات مغايرة لما سبقه.
[ii]- ينظر: برنار، سوزان: قصيدة النّثر من بودلير إلى أيامنا، ترجمة د. زهير مجيد مغامس، وزارة الثقافة والاعلام، ودار المأمون، بغداد 1993، ط1 (Le Poème en prose, de Baudelaire Jusqu'à nos jours)، ص 14
[iii]- برنار: قصيدة النّثر...، ص 16
[iv]- ينظر: أدونيس: في قصيدة النّثر، مجلة شعر البيروتية، ع14، ربيع 1960، ص 75 وما بعدها.
[v]- يمكن الإشارة في هذا الخصوص إلى ما قاله الشاعر السوري نزار قباني: "قد يكون ثمة اعتراض على تسميتها [أي قصيدة النثر]، ولكن ماذا تهمّ التسميات؟ المهم أن شكلاً من أشكال الكتابة قد انتشر، وصار له كتّابه وقرّاؤه". ينظر: قباني، نزار: ما هو الشعر؟، منشورات نزار قباني، بيروت 2000، ط. 3، ص. 119

***

مجلة الحداثة - صيف/خريف 2021 - عدد 217 /218 - Al Hadatha Journal

ISSN: 2790-1785

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ترحب مجلة الحداثة بالتعقيبات أو التصويبات أو التعليقات على ما ينشر فيها من أبحاث ودراسات، وتنشرها بحسب ورودها.
Al-Hadatha Journal welcomes any comments, corrections, or comments on the research and studies published in it, and publishes them as they are received.