سمير نقاش |
♦ فرحان صالح
نبذة عن البحث:
ثمة حكايات عاشها المواطنون العرب من الطائفة اليهودية، في مواطنهم التي هجّروا منها قصرًا، منها ما كُشف عنه، ومنها ما زال في طي ذاكرة الأجيال، خاصة المسنين منهم. يذكر معظم المؤرخين العرب من الطائفة اليهودية، أنهم في البلدان التي هجّروا منها كانوا تأريخيًّا شركاء مواطنة حقيقيين، ولم يكونوا هامشًا في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية العربية.
ففي بداية القرن العشرين كان منهم وزراء ونواب ومسؤولون إداريون في أكثر من بلد عربي، خاصة في مصر والعراق، يُراجع هنا ما كتبه المؤرخ أحمد صادق سعد (اليهودي المصري)؛ كان مهندسًا منتسبًا إلى الحزب الشيوعي المصري واعتقل في ستينات القرن المنصرم، وهو من أبرز النخب النقابية، وقد فتح الأبواب لدراسة الحياة الاجتماعية المصرية انطلاقًا من نظرية نمط الإنتاج الآسيوي. كذلك ما كتبه المؤرخ اليهودي العراقي أحمد سوسه الذي كشف عن الدور الحضاري لليهود في التاريخ العربي الإسلامي، إضافة إلى ما كتبه بعض المؤرخين اليهود وهم من البلدان المغاربية. نشير إلى ذلك ولا نعني أن اليهود كانوا قد عاشوا سنوات عسل في البلدان التي استوطنوها، بل إن ما عرفوه في تأريخهم المشترك مع مواطنيهم المسلمين، سواءً كان إيجابيًّا أم سلبيًّا، كان مشتركًا ولم يقتصر على فريق دون الآخر، وطائفة غير الأخرى.
- العربي العراقي اليهودي
ينتمي سمير نقاش[i] (1938 – 2004) المواطن العربي العراقي إلى الديانة اليهودية، وهو من أصول كردية، ومن أعماله الروائية[ii]: أنا وهؤلاء والفصام (قصص عراقية، 1978)، نزوله وخيط الشيطان (رواية عراقية، 1986)، فُوّة يا دم (نوبيلا عراقية، 1978)، الرجس (رواية، 1987)، المقررون (مسرحية، 1990)، عورة الملائكة (رواية، 1991)، شلومو الكردي زأنا والزمن (رواية).
يتحدث نقاش في هذه الأعمال عن المعاناة التي عاشها عشرات آلاف العراقيين الذين سحبت منهم الهوية الوطنية في العام 1951، بعدما أجبرهم النظام على ترك العراق والهجرة قصرًا إلى فلسطين. كان ذلك بإيعاز من المستعمرين الإنكليز. ونشير في المقابل، إلى ما فعلته الحركة الصهيونية في حقّ الفلسطينيين من قتل وتهجير، كذلك ما مورس بحق اليهود الشرقيين الذين هجّروا من الدول العربية وقررت الحركة الصهيونية إسكانهم في «غيتوات» مغلقة، في حين قررت إسكان اليهود الذين أتوا من أوروبا الغربية في المدن.
[i]- روائي وكاتب قصة قصيرة، وكاتب مسرحي عراقي له نحو 13 مؤلفًا. ولد في بغداد في العام 1938، وهو الأول من ستة أطفال ولدوا لعائلة يهودية عراقية ثرية. التحق بالمدرسة في الرابعة من عمره، وبدأ الكتابة في السادسة. في العام 1951 وعندما كان عمره 13 سنة، هاجر هو وعائلته إلى كيان الإحتلال الاسرائيلي. توفي والده في العام 1953 اثر نزيف في الدماغ خلال وجود عائلته في "المعبراه" (وهو الاسم الذي كان يطلق على معسكرات اللجوء التي كان يوضع فيها اليهود الشرقيون القادمون إلى دولة الإحتلال)، ما كان له تأثير قوي على سمير، وجعله يعقد العزم على مغادرة الاحتلال الإسرائيلي. تنتقل من 1958 إلى 1962 بين تركيا، وإيران، ولبنان، ومصر، والهند، والمملكة المتحدة. وواجه فيها صعوبات جمة ما اضطره العودة إلى كيان الإحتلال الإسرائيلي، حيث تولى وظائف مختلفة. التحق عام 1970 بالجامعة العبرية في القدس، وحصل على درجة البكالوريوس في الأدب العربي. وكان معروفًا في العالم العربي وبين الجالية العراقية في الكيان المحتل، لكن ترجم كتاب واحد فقط من أعماله إلى العبرية. فاز النقاش بجائزة من رئيس مجلس الوزراء كيان الإحتلال الإسرائيلي للأدب العربي. وفي عام 1990 انتقل إلى مدينة لندن ليستقر فيها. بعد أسابيع قليلة من عودته إلى فلسطين المحتلة، فارق الحياة وذلك في العام 2004.
[ii]- وهي: الخطأ (قصص)، 1971 - حكاية كل زمان ومكان (قصص) 1978 - أنا وهؤلاء والفصام (قصص) 1978 - الجنوح والانسياب (مسرحيات)، 1979 - يوم حبلت واجهضت الدنيا (رواية) 1980 - في غيابه (مسرحية)، 1981 - عندما تسقط أضواء المثلثات (قصة قصيرة طويلة) - نزولة وخيط الشيطان (رواية)، 1986 - الرجس (رواية)، 1987 – فوّة يا دم (رواية) 1987 - المقرورون (مسرحية) 1990 - نبوءات رجل مجنون في مدينة ملعونة (قصص) - شلومو الكردي وأنا والزمن، 2003. وقد نشرت منشورات الجمل (ألمانيا - بيروت)، معظم هذه الأعمال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق