(دراسة دلالية وجمالية مُقارنة)
♦ سوزان شكرون *
نبذة عن البحث:
تحتشد الأمكنة والأزمنة، وتتصارع الأبعاد مع المدى لتنتجَ تجربة متفرّدة بصورها، تأخذنا إليها فضاءات ديريك والكوت (Derek Alton Walkot) في الشعر، وإيف كلاين (Yves Klein) في الفن. بدأنا بإحتساب الزمن عند نقطة إلتقاء هذين المؤلّفَين عند فكرة الفراغ، وعند الإعلان المباشر بالإنفصال عن الواقع الظاهري، والقيم الجمالية التقليدية بإعتماد أدوات محدثة في الشعر والتشكيل، أدّت إلى انبثاق رؤى جديدة تجلّت في ولادة "الواقع الجديد".
ففي كتاباته أعاد ديريك والكوت الاعتبار إلى الشعر الكلاسيكي، لا بمعنى التقليدية والإستعادة والترجيع، إنما بالتمجيد والقدرة على الخلود والعبور في الزمن فكتب: "هنا يكمن الفراغ"([i]). أما إيف كلاين، الرَجُل الذي حلّق بجناحَي فكرته في الأزرقين (البحر والسماء)، فقد أدخل مشاهديه إلى معرض الفراغ، ليتوحّد وإياهم مع الحقيقة المطلقة في البحث عن الحقيقي والأصلي، عن الجوهر والروح في الأشياء. قال فيه ألبير كامو (Albert Camus)([ii]): "في الفراغ قوى كامنة"([iii]).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق