Al-Hadatha Journal: 31 years of communication - Welcome to the site (under construction). Here we publish Abstracts of research

بحث - Search

مجلة الحداثة: 31 عامًا من التواصل - أهلا بكم في الموقع الترويجي (قيد الانشاء) ننشر هنا ملخصات عن الأبحاث

المشاهدات

البهائية الوافدة إلى المشرق العربي بين الخلفية الاعتقادية والتوظيف السياسي

"مشرق الأذكار": المعبد البهائي الأول في العالم الذي سمحت ببنائه روسيا القيصرية في مدينة عشق آباد العاصمة الحالية لتركمانستان. وترجع الصورة إلى العام 1923 - مجلة الحداثة

غسان أحمد شعشوع *


نبذة عن البحث


شهد العالم الإسلامي خلال تاريخه، ظهور الكثير من المذاهب والفرق التي اختلفت بآرائها ومبادئها اختلافًا كان أحيانًا يبلغ حدود التناقض. بعضها كان علنيًا في طرح أفكاره فيما اعتمد البعض الآخر على السريّة والكتمان، وآخرون كانوا مغالين في الابتعاد من الأصول المتفق عليها بين المذاهب الإسلامية. ومن تلك الفرق ما لم يعمر طويلًا، ومنها ما استمر حتى يومنا هذا.
احدى تلك الفرق التي ولدت في القرن التاسع عشر وما زالت موجودة حتى اليوم، هي "الفرقة البهائية" التي ادّعت أنها دين جديد. فما هي حقيقة هذه الجماعة الغامضة بنشأتها ومبادئها؟ هل هي فرقة أم مذهب أم دين أم حزب سياسي؟ وكيف نشأت ووصلت إلينا؟ وما هي مبادئها وأفكارها؟ وما هي أساليب عملها، وأماكن انتشارها؟ وهل لها توظيف سياسي؟

أولًا: مقدمات ظهور االبهائية:


1- فرقة الكشفية


كي نتعرف على نشأة البهائية، لا بدّ لنا من معرفة الظروف التي أحاطت بها، والفرق التي ظهرت قبلها، وكانت بمثابة مقدمات مهدت لولادتها.
ظهرت في أوائل القرن التاسع عشر في كربلاء، فرقة تنسب إلى السيد كاظم الرشتي (1793- 1843)، ودعيت بـ"الكشفية"، بسبب ادعاء الرشتي الكشف عن الحجب والاتصال بما وراء الأستار، وترويجه لقرب ظهور الإمام المهدي، وقبوله بفكرة النيابة الخاصة له في غيبته. حارب العلماء أفكار الكشفية، وفي تلك الحقبة كان هناك صراع عنيف بين علماء كربلاء وأهلها، وبين والي بغداد نجيب باشا الذي دعم الكشفية بعد أن وجدها عونًا له على محاربة أعدائه في كربلاء([i]).

بعد وفاة السيد الرشتي، انقسم الكشفيون إلى ثلاث فرق كان على رأس أحدها الملا حسين البشروئي (1813- 1849) الذي كان من الملازمين للرشتي، ثم آمن مع أتباعه "بالبابية"([ii]).

2- فرقة البابية والدعم الروسي


إن شيرازيًا هو الميرزا علي محمد الشيرازي (1818 - 1850)، ظهرت عليه المغالاة في التصوف، فأرسله أهله إلى كربلاء لتغيير الجوّ والاستشفاء فيها. في كربلاء حضر دروس السيد الرشتي في العام 1840، وفاق أقرانه في ادعائه الاتصال الروحي.
بقي علي محمد الشيرازي سنة واحدة في كربلاء عاد بعدها إلى موطنه([iii]). وفي تلك الحقبة كان الإنكليز والروس يتنافسون للسيطرة على إيران، وكان سكرتير السفارة الروسية في طهران "كينياز دالكوركي" قد أعلن إسلامه، وتزوّج من مسلمة، وارتدى اللباس الديني، ثم سافر إلى كربلاء حيث أخذ مكانه كطالب في درس السيد كاظم الرشتي، وتعرّف إلى الميرزا علي محمد الشيرازي، ورأى فيه خير شخص لادعاء "البابية"، أي أنه باب الوصول إلى إمام الشيعة المنتظر([iv]).
استغل دالكوركي شعور العظمة لدى الميرزا علي محمد، ليوحي له بالدور الكبير الذي ينتظره([v]). ادعى الميرزا علي محمد الشيرازي أنه "باب المهدي"، ثم ادعى أنه المهدي نفسه في 23-5-1844، ثم ادعى النبوة، ونزول الوحي عليه بكتاب "البيان"، وعدّ نفسه واسطة تهيء الطريق لظهور الحقيقة الإلهية على الأرض في هيكل بشري، وطلب من أتباعه أن ينتظروا هذا الظهور الجديد([vi]).
هالت هذه الادعاءات حكومة ناصر الدين شاه، فاعتقلته وساقته إلى تبريز، وثارت بين أتباعه وبين المسلمين فتن وقلاقل. ظل أتباع الباب يترددون عليه في السجن ويظهرون إيمانهم به وبرسالته علنًا، وازداد عددهم نتيجة لجهود قياداتهم وقوة تنظيمهم.
ازدادت الضغوط على البابيين، ثم أُعدم "الباب" في تبريز في العام 1850م رميًا بالرصاص أمام العامة برغم وساطة روسيا وبريطانيا للصفح عنه بعد تقارير أرسلها القناصل إلى بلدانهم، مستنكرين الاضطهاد الذي واجهه الباب وأتباعه. وكان القناصل على علاقة وطيدة بالباب وبحركته([vii])، علمًا أن العلاقة بين الروس والأسرة القاجارية الحاكمة في إيران لم تكن على ما يرام فكان الروس يسعون إلى تأييد الحركات المعادية للحكومة الإيرانية ومنها الحركة البابية.
(...)

***


* باحث من لبنان- دكتوراه في التاريخ السياسي الحديث والمعاصر في الجامعة اللبنانية

[i]- أحمد العطار، مقدمات البهائية والظروف التي سمحت بولادتها، مجلة المنطلق، العدد 26، ت2 – 1984، ص 40.
[ii]- جون أ. اسلمنت، بهاء الله والعصر الجديد، دون تاريخ الطبع، ص 22.
[iii]- أحمد العطار، مقدمات البهائية والظروف التي سمحت بولادتها، مجلة المنطلق، م. س.، ص 40.
[iv]- همايون همتي، البابيون والبهائيون، دار الهادي، بيروت، ص 30 – 31.
[v]- أحمد العطار، مقدمات البهائية والظروف التي سمحت بولادتها، م. س.، ص 41.
[vi]- جون أ. اسلمنت، بهاء الله والعصر الجديد، م. س.، ص 22، 23، 24، 27، 28، 30.
[vii]- محمد حسن الاعظمي، البهائية والقاديانية، مؤسسة الاعلمي، بيروت 1973، ص 26.
أيضًا: أسلمنت، بهاء الله والعصر الجديد، م. س.، ص 32.


الحداثة عدد 193/ 194 - صيف 2018

ISSN: 2790-1785

ليست هناك تعليقات:

اقرأ أيضًا

تعليقات القرّاء

راسلنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تصنيفات وأعداد

Al Hadatha (1007) أبحاث في الأدب واللغة (362) أبحاث في الثقافة الشعبية (245) أبحاث في العلوم الاجتماعية (182) أبحاث في الفنون (168) أبحاث في التاريخ (125) أبحاث في التربية والتعليم (114) أبحاث في العلوم السياسية والاقتصادية (80) أبحاث في علم النفس (64) مراجعات (61) أبحاث في الفلسفة (55) صيف 2019 (42) شتاء 2020 (38) محتويات الأعداد (38) افتتاحية الأعداد (37) خريف 2020 (37) ربيع 2020 (37) خريف 2019 (35) صيف 2020 (35) أبحاث في الإعلام (34) خريف 2023 (34) ربيع 2024 (33) شتاء 2024 (33) صيف 2024 (33) أبحاث في الآثار (32) الحداثة : أعلام (32) شتاء 2021 (31) خريف 2016 (26) شتاء 2017 (25) الحداثة في الإعلام (24) نوافذ (24) ربيع 2021 (23) صيف 2018 (23) صيف 2023 (23) خريف 2018 (22) ربيع 2022 (22) صيف 2017 (22) أبحاث في القانون (21) شتاء 2022 (21) خريف 2021 (20) ربيع 2017 (20) ربيع 2023 (20) صيف 2021 (20) شتاء 2019 (19) خريف 1994 (18) أبحاث في العلوم والصحة (17) أبحاث في كورونا (covid-19) (17) صيف 2022 (17) خريف 2001 (16) خريف 2022 (16) شتاء 2023 (16) ملف الحداثة (15) ربيع 2019 (12) شتاء 2000 (12) شتاء 1996 (11) شتاء 2018 (11) خريف 1995 (10) ربيع 2015 (10) أبحاث في الجغرافيا (9) خريف 2004 (9) صيف 1997 (9) خريف 2017 (8) ربيع 1999 (8) ربيع 2016 (8) ربيع وصيف 2007 (8) شتاء 1998 (8) شتاء 2004 (8) صيف 1994 (8) صيف 1995 (8) صيف 1999 (8) أبحاث في الإدارة (7) شتاء 1999 (7) شتاء 2016 (7) خريف 1996 (6) خريف 1997 (6) خريف 2013 (6) ربيع 2001 (6) شتاء 1995 (6) شتاء 2013 (6) صيف 2000 (6) صيف 2001 (6) صيف 2002 (6) خريف 1998 (5) خريف 2000 (5) خريف وشتاء 2003 (5) ربيع 1996 (5) شتاء 1997 (5) صيف 2003 (5) صيف 2009 (5) ربيع 2002 (4) شتاء 2011 (4) صيف 1996 (4) صيف 2008 (4) خريف 2003 (3) خريف 2009 (3) خريف 2010 (3) خريف 2015 (3) خريف شتاء 2008 (3) ربيع 1995 (3) ربيع 1998 (3) ربيع 2000 (3) ربيع 2003 (3) ربيع 2012 (3) ربيع 2018 (3) شتاء 2001 (3) شتاء 2010 (3) صيف 1998 (3) صيف 2005 (3) صيف 2010 (3) صيف 2014 (3) صيف خريف 2012 (3) العدد الأول 1994 (2) خريف 1999 (2) خريف 2005 (2) خريف 2014 (2) ربيع 2006 (2) ربيع 2011 (2) ربيع 2013 (2) ربيع 2014، (2) شتاء 2005 (2) شتاء 2012 (2) شتاء 2014 (2) شتاء 2015 (2) صيف 2006 (2) صيف 2011 (2) صيف 2013 (2) صيف 2015 (2) الهيئة الاستشارية وقواعد النشر (1) خريف 2011 (1) ربيع 2004 (1) ربيع 2005 (1) ربيع 2009 (1) ربيع 2010 (1) ربيع 2014 (1) شتاء 2007 (1) صيف 2004 (1) صيف 2016 (1) فهرس (1994 - 2014) (1) مجلدات الحداثة (1)

الأكثر مشاهدة